
نحن مبتلون في هذه الحياة الدنيا
في فترة مرضي الذي عانيت منه و لازلت أعاني تبينت لي الكثير من الأمور
علمت أن الله اختارني من بين خلقه
خفت أن أكفر فسجدت له أرجوه أن يرزقني الصبر و القدرة على التحمل
دعوته أن يشفيني و أنا أنظر بعيون أطفالي .. و أبكي
بكيت .. كانت دموع جديدة ..
فأنا الآن بين أهلي و عائلتي و لا أعلم غداً ماذا سيكون مصيري
تساءلت ماذا تراني قدمت في حياتي؟ ما هو زادي؟ ماذا سأحمل معي؟
تذكرت أحلامي و أهدافي و كل ما كنت أخططه في حياتي المستقبلية ؟
و الآن لا أعلم إن كان لي مستقبل أو متى سينقضي عمري
اعذروني لنظرتي التي تبدو متشائمة و لكنها بداية النهاية
مرضي ابتلاء و هو تدريب لحياة الخلود
هو امتحان يسبق عالم البرزخ
و هو ذكرى لعلها تنفعني و تفيد من يقرأ كلامي
جلست لأحسبها بيني و بين نفسي
كم تساوي هذه الدنيا؟ و كم تساوي صحتي؟
قضيت وقتاً طويلاً أتفكر و أتأمل
و قررت أن أبيع نفسي
لله عزوجل
و ان كان الله قد اختارني أنا فله حكمة
و إن كان يريد أن يشفيني فالأمر كله عنده
نعم أريد أن أنعم بصحتي و أن أعود لسابق عهدي
و لكن شفائي ليس بيدي و ليس بيد الأطباء
دعوت الله أن يشفيني و لازلت أرجوه و أسأله من فضله
اللهم لا اعتراض على حكمك و أمرك
اللهم إن كانت الحياة خيراً لي فأحييني
و إن كانت الحياة شراً لي فأمتني
علمت أن ما أصابني لم يكن ليخطئني و أن أمري كله خير
و أن قلبي الصغير بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيفما يشاء
فسلمت أمري إليه ووجهت وجهي إليه لا ملجأ و لا منجى منه إلا إليه
(إلى الآن الطب يعجر عن تشخيص حالتي و يفشل في علاجي و دوائي)