همسات من حياة امرأة مميزة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مذكرات (A7LA). إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مذكرات (A7LA). إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 2 مارس 2010

عندما يزور الموت شخصاً قريباً


انا لله و انا اليه راجعون .. اللهم هذا قدرك و قضاءك فألهمنا الصبر عليه و الرضا به
هل جربتم في يوم أن تفقدوا شخصاً عزيزاً عليكم .. قريباً منكم ..؟؟
أن تودعوه بلا عودة .. وداعاً أخيراً لا رجعة عنه ..؟
انسان عشتم معه دهراً طويلاً من حياتكم ؟
هل جربتم أن تفقدوه فجأة.؟
هل سبق و اختبرتم شعور الموت المفاجيء لأحد الأحباب؟
و ان هذا الموت لم يترك لكم الخيار لتودعوه الوداع الأخير و لتقبلوه القبلة الأخيرة و لتحادثوه لآخر مرة
و بعد ان تأتي هذه الصفعة
تتذكرون اللحظات التي فاتت و الأيام التي ولت و لم تقضوها معه و لا يمكن الآن أن تعوضوها لأنه رحل عن الحياة..!!
اذا كنتم قد واجهتم هذه التجربة فأنتم تفهمون تماماً ما أشعر به و ما أمر به و ما الذي ينزفه حبر قلمي و ماذا تزفر آهات قلبي
حزن شديد و الم كبير على فراقك يا جدتي ..
والله لو علمت اوراقي و دفاتري مقدار المي و حزني لبكت على جرحي
و لتكلمت دموعي المنهمرة كالأنهار دون توقف كلما ذكرتِ أيا جدتي
علمت أن هذا اليوم آتٍ و لكنني لم أعلم كم هو قريب
لم أشأ أن أصدق ذلك و لم أرد أن أفارقكِ بأي شكل
فقد عشت معك عمراً تحدث عنه السنون و الأيام و تشهد عليه الذكريات
في يوم الأربعاء 17 - 2- 2010 استقيظت على بعض الآلام التي اعتدها في ظهري و قدمي و لم أرغب بالذهاب الى موعد طبيب العظام بسبب عجزي عن السير بالصورة السليمة و بسبب الام اقدامي
اقنعني زوجي و امي بالذهاب
و بينما كنت استعد لذلك
هاتفت والدتي زوجي و اخبرته ان جدتي مريضة جدا و انها ستطلب سيارة اسعاف لنقلها للطواريء
و عندما اخبرني زوجي ذلك توقعت اي امر الا ان تكون قد توفت رحمها الله لأنها لم تكن تعاني من اي مرض بفضل من الله
ذهبت لموعدي على امل ان ازور جدتي بعده للاطمئنان عليها
و انا هناك انتظر دخولي للطبيب اتصلت بوالدتي فسمعت صوت بكائها
سالتها باستغراب: ماذا حصل مع جدتي و اين انتم الان؟
سمعت صوتها الحزين تبكي فانقبض قلبي ..
لم تخبرني بشيء الا انني استبعدت الموت كثيراً فلم يخطر ذلك ببالي ابداً
ربما لأنني لم أرد أن يحصل ذلك
انقطع الاتصال نتيجة لضعف في الارسال فعاودت مهاتفتها ثانية لأعرف ماذا حصل و عندما سمعت صوتها شعرت ان الموقف غير طبيعي و ان هناك خطب ما ..
سألتها: هل انتم في طواريء المستشفى؟
فأجابتني و هي تبكي: نحن في البيت
خفت كثيراً و سألتها: لماذا؟؟ ألم تحضر سيارة الاسعاف؟
عندها أخبرتني أن سيارة نقل الموتى تقف أمام منزلهم!!
ارتبكت أوصالي و فقدت الاحساس بالام ظهري او قدمي و سرت برودة غير طبيعية في جسدي و صرت ابكي باحتراق ..
ليس لأنني استوعب وفاة جدتي و لكن لأن أمي تبكي فإنه بالتأكيد أمر جلل ..
و الى الان لم أعي أنه الموت قد أتى و زار منزل والدي
انقطع الاتصال مرة اخرى بسبب عطل في الشبكة
 فالتفت لزوجي و اخبرته انني لا افهم ماذا تعني امي 
دخلت في حالة النكران و عدم التصديق
لا أريد أن اصدق ان ساعة الفراق قد حانت ..
رن هاتفي و كانت اختي الصغرى سالتها عن جدتي ثانية و كأنها المرة الأولى و انا في انتظار ان أسمع اجابة أخرى تنفي خبر الموت 
فأجابتني و هي تبكي (انا لله و انا اليه راجعون)
عندها تلقيت الصدمة و كانها خنجراً حاداً يغرس في قلبي ..
اغلقت الهاتف دون ان ارد عليها و نظرت الى زوجي و الدموع تملأ عيوني حتى كدت لا اراه منها و اخبرته (جدتي ماتت) و بعدها انهرت تماماً ..
و صرت اردد (لاحول ولا قوة الا بالله .. لا اله الا الله .. حسبي الله و نعم الوكيل) 
و بسرعة خرجنا من المشفى متجهين لمنزل والدي ..
كانت الأفكار تتضارب في عقلي حتى انني لا أذكر تماماً كيف كانت مشاعري المختلطة في تلك الفترة الزمنية القصيرة
و لكن يمكنني ان اصفها بحالة غرق في بركة صغيرة لم استطع تجميع انفاسي فيها و كنت اعاني من ضيق شديد في قلبي
و كأن أحدهم يعتصره بشدة .. 
وصلت اخيراً و بالرغم من عدم قدرتي على المشي بشكل صحيح الا انني كنت اسرع خطواتي الى غرفتها  
الى المكان الذي كنت اراها فيه دائما و اجلس بجانبها احدثها و تحادثني
الغرفة التي لم اكن اسمع منها الا اصوات الاذان و القران و المحاضرات الدينية من المحطات التلفزيونية التي كانت تتابعها جدتي
كانت تحب الاستماع الى الاذان كثيراً و تحفظ أوقاته في كل المدن الاسلامية
كانت تحب ان تتابع صلاة الحرم المكي و المدني الجماعية حتى تصلي معهم من مكانها
كانت تحب القناة اليمينة (الايمان) لأنهم يصلون الظهر و العصر
كانت تتابع قناة الأقصى حتى تعرف اخبار أهل بلدها التي هاجرت منها و تركتها رغماً عنها
كانت رحمها الله امرأة صالحة أحسبها و الله حسيبها
أسأل الله لها الرحمة و المغفرة و العتق من النار
ذهبت الى غرفتها فوجدتها ممدة على السرير
اقتربت منها و جلست الى جوارها 
بكيت كثيراً و كلمتها .. هل سمعتني ؟؟
لا يعلم أحد ذلك سوى الله عز و جل ..
قبلت جبينها و يدها و دعوت لها بالرحمة و المغفرة و ان يبدلها الله داراً خيراً من دراها و أهلاً خيراً منها
و حياة طيبة كانت تطلبها رحمها الله
فقد كانت تتمنى ان يتوفاها الله على فراشها و هذا ما حصل تماماً
استيقظت لصلاة الفجر و عادت للنوم مرة أخرى و هذه عادتها رحمها الله
و لم تستيقظ بعدها لأن الله اختارها الى جواره
أسأل الله لها الجنة كما كانت تطلب دائماً منه سبحانه
اللهم اعطيها و لا تحرمها و كافئها بالحسنات احساناً و بالسيئات عفواً و غفراناً
ودعتها و بكيت ثم ذهبت لأحتضن والدي و اواسيه فكم كان متأثراً و حزيناً
و دعتها و كان الوداع الأخير الذي اتى فجأة


لست أدري ماذا سأكتب يا حبيبتي
هل أكتب بدمعي أو بقلمي
أعلم أنه لا فائدة من الكتابة الآن
و أن كلماتي هذه لن يصلك منها الا الدعاء
فقد رحلتِ أيتها الغالية
إلى الدنيا الآخرة
إلى جنة الخلد باذن الله


كانت جدتي رحمها الله تتمنى أن يحشرها الله عز و جل مع السيدة مريم ابنة عمران رضي الله عنها و السيدة آسيا زوجة فرعون و تطلب ذلك منه كثيراً
أسألكم أن الدعاء لها بذلك


اللـهـم اجزها عن الاحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً
اللـهـم إن كانت محسنة فزد من حسناتها .. وإن كانت مسيئة فتجاوز عن سيئاتها
اللـهـم ادخلها الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب
اللـهـم اّنسها في وحدتها وفي وحشتها وفي غربتها
اللـهـم انزلها منزلاً مباركا وانت خير المنزلين
اللـهـم انزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
اللـهـم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة .. ولا تجعلها حفرة من حفر النار
اللـهـم افسح لها في قبرها مد بصرها وافرش قبرها من فراش الجنة
اللـهـم املأ قبرها بالرضا والنور والفسحة والسرور
اللـهـم إنها فى ذمتك وحبل جوارك فقها فتنة القبر وعذاب النار
وانت أهل الوفاء والحق فاغفر لها وارحمها انك انت الغفور الرحيم
اللهم آمين اللهم آمين






الأحد، 14 فبراير 2010

ألا يا الله بنظرة ...


في السنة الماضية عانيت من تقلبات صحية غريبة جداً لم يستطع الأطباء تشخيص حالتي بصورة جيدة ..

خضعت للعديد من الفحوصات و تحاليل الدم و صور الأشعة و اختبرت الكثير من الادوية و المضادات المختلفة عبثاً ..

فجميعها لم تجدي نفعاً

تقلبت بين العيادات و الاخصائيين و الأطباء .. و لم يستطع احد ان يشخص التغييرات التي حصلت معي

الا ان الله اراد اختبار قوة تحملي و صبري و زاد المي

حينما استيقظت صباح يوم الاحد 31-1-2010 لا أستطيع التحرك من سريري

قدماي متيبستان و ظهري متصلب و أعاني من ألم شديد أسفل الظهر يمتد لقدمي اليسرى

كنت أشد على أسناني حتى لا يسمع أحد صوت صراخي

لم أعرف كيف أتصرف و لدي ثلاثة من الأطفال تحت سن السادسة حولي ينتظرون مني ان انهض لأقوم بواجبي تجاههم

الجو بارد بل قارص البرودة صباحاً .. و لا يوجد احد في المنزل غيري

طلبت من ابنتي ان تحضر لي الهاتف حتى احادث شخصا يمكنه ان ياتي ليساعدني

اتصلت بعدد من الناس و لم اتلقى رداً

حتى من الله علي و استطعت الوصول الى زوجي و الذي يبعد مكان عمله عن المنزل بأكثر من ساعة و نصف

بعد عدة دقائق دق الباب و كانت زوجة اخ زوجي اتت بعد ان حادثها زوجها و طلب منها ان تاتي لمساعدتي

يااااه يا لهذا الموقف المحرج ..

شعرت بالحرج و صرت ابكي محاولة ان انهض من سريري و لكن الالم كان اقوى مني أقعدني فانهمرت دموعي

قالت لي لا عليكِ و أخذت اطفالي لتغير لهم ملابسهم و تدفء اجسادهم

هاتفت احدى اخواتي و طلبت منها ان تاتي لتأخذ اطفالي لأنني اعاني من الام شديدة فوق طاقة احتمالي

و هذا ما حصل

اتذكر انني لم استطع التحرك بذلك اليوم

انتظرت حتى اتي زوجي و اصطحبني لطواريء مشفى خاص قريب من منزلنا حيث تم حقني بمحلول الفولتارين الخاص بتسكين الالم

بعدها ذهبت لمنزل اهلي حيث يتواجد اطفالي و لكنني لم اكن اعي ماذا يحصل حولي

فالمسكنات التي تناولتها و حقنت بها ذلك اليوم أفقتدتني قدرتي على التركيز

نمت و لم اشعر بما يحدث حولي الا انني عندما استيقظت في اليوم التالي وجدت انني افقد الشعور بقدمي اليسرى

مع الم لا يمكن احتماله يمتد الى الفخذ و الساق

تناولت المسكنات بدون فائدة

الم شديد استمر لليوم التالي

فاخذني زوجي لطواريء المشفى الحكومي العام

و هناك تم حقني في الوريد بمادة المورفين المخدرة واعطائي ورقة تحويل الى طبيب عظام متخصص

عدت للمنزل و انا اترنح و غير قادرة على التوازن

و قد كانت قد فاتتني صلاة العصر و المغرب

اذكر انني لم اكن اعي ماذا يحصل تماماً الا انني لم اصلي

و هذا جل ما كان يشغل تفكيري ليس زيادة في صلاحي و انما خوفاً من خالقي أن يزيد عقابي

حينها ساعدتني أختي على الوضوء و الصلاة

مرت الايام و انا اعاني و اتألم تحت تأثير الابر و الحبوب المسكنة

حيث انني في يومين متتالين طلبت من والدي وهو طبيب حقني بابرة فولتارين مسكنة حتى أتمكن من النوم لأنني لم اعد قادرة على احتمال الألم الشديد و لم يغمض لي جفن بسببه

فدعوت ربي أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين
اغفر لي و ارحمني و ألحقني بالصالحين
اني تبت اليكِ يا ربي فاقبل توبتي و اغفر حوبتي
و أكثرت من الاستغفار و الدعاء و اللجوء الى الله

هكذا حتى أتى موعد الرنين المغناطيسي الذي سيكشف ماذا حل بأمري

عندها علمت أنني أعاني من انزلاق غضروفي في احدى الفقرات أسفل الظهر

و أنني ان لم يستجب جسمي للعلاج الطبيعي و المسكنات فقد احتاج لعملية جراحية نسبة نجاحها 95% يتم فيها ازالة هذا الغضروف الضاغط على الأعصاب

الحمد لله أنا حالياً استطعت أن أعود لأمشي مرة أخرى مع تجنب كل ما يمكن أن يجهد ظهري حتى لا يعود الألم من جديد

أتمنى منكم أن تدعوا لي بالشفاء العاجل بدون الخضوع للجراحة



الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

عندما شعرت بالانكسار و الوحدة



12-11-2008

 

صباح الخير حبيباتي ...صار لي فترة طويلة لم أكتب لانشغالي بامور كثيرة و مختلفة ...


و بالامس تفجرت عواطفي تحت تأثيرات و ضغوضات خارجية ... ففتحت ملف ورد جديد و كتبت ... كتبت حتى ارتحت و هدأت ... و الحمد لله ...و لكن ما هذا الموقف الذي حركني ..؟


تابعوني لتعرفوا ماذا حصل لي ...و لكن حتى تفهمن موقفي يجب أن تعلمن أنني حالياً أقوم بتطوير نفسي و القيام ببعض الامتحانات الدولية الخاصة بالبرمجة و تطوير البرامج ... حتى أصبح محترفة و معتمدة عالمياً ... لذلك أنا أحتاج أن أكون مرخصة من معاهد متخصصة ... فصرت ألتحق بدورات تخدمني بهذا المجال ... و منذ شهر تقريباً التحقت بدورة خاصة و مدتها طويلة ... حمدت الله أن يسر الأمور لي بالرغم من صعوبتها ... و لكني كنت أشعر أن المدرب يحقد علي ... أنا يا أخواتي و لا أمدح بنفسي و لكني ذكية جداً و أملك قدرة عالية على الاستيعاب السريع خصوصاً لو تعلق الأمر بالبرمجة و التفكير المنطقي أو بأي شيء يخص جهاز الكمبيوتر ... فأنا أعشق كل ما هو تقني ... و هذه نعمة كبيرة من الله أحمده و أشكر فضله و أسأله دوامها ... آمين ...المدرب باختصار كرهني و كره عقلي المتفتح ربما لأنني كنت أسابقه بحل المشاكل حتى أنني كنت أكتشف أنني أفهمها أسرع منه ... و كان يستخف بأغلب أسئلتي بالرغم من دقتها ...


بالأمس تطور الأمر إلى التجريح و التطنيش أمام عدد لا بأس به من الناس ... فخرجت من قاعة التدريب و الذهول يلفني ... ماذا فعلت لهذا الرجل كي يعاملني هكذا؟؟ و هذه ليست المرة الأولى ... قال لي بالفم المليان : اذا لا تعجبكِ طريقتي يمكنكِ ان تشتكي للمسؤول !!


لملمت أغراضي البسيطة و حملت مفتاح سيارتي و خرجت و أنا أرتجف منه و من أسلوبه الفظ ...توجهت لتلك السيدة التي تجلس بقاعة الاستقبال و سألتها : من هو المسؤول هنا؟؟


نظرت لي بارتباك : و لماذا؟قلت : أريد تغيير مجموعتي !!ردت باستغراب و بنفس السؤال : و لماذا ؟؟عندها صرت ارتجف مرة اخرى ...ثم أشارت لشخص طويل أسمر يقف على الدرج الرخامي الفخم ... و قالت : إنه استاذ أسامة ..نظرت له ووجدته ينظر لي ... ثم أكمل حديثه مع شخص اخر ... قامت تلك السيدة و وقفت بجاني و قالت بصوت هادئ جداً و محترم للغاية و هي تشير الي : أستاذ أسامة ... !!!نزل أستاذ أسامة من الدرج و تقدم نحوي و هو يبتسم ... : ما الأمر ... أجدك خرجتِ من القاعة قبل الوقت ..؟؟نظرت إليه و زاد ارتجافي و حزني على نفسي و على الموقف الذي يلفني بهذا الوقت الكئيب ...سألته : هل هناك مجالاً لتغيير المجموعة ؟رد بابتسامة : لماذا ؟؟ ماذا حصل ؟؟؟ هل يمكن أن أعرف اسمك ...؟؟قلت له اسمي و من شدة ارتجافي سقط مفتاح السيارة من يدي ...انحنيت امامه و امام سيدة الاستقبال لاحضاره ... نظرت ليدي فلاحظت لونها الأصفر ... و شعرت بعدم قدرتي على تمالك اعصابي المرتجفة ...ستقولون و لكن لماذا كل هذا الارتجاف و الحزن ؟؟الحقيقة ان هذا المدرب احرجني بصورة غير لائقة و كأنني غريمته !!!و شعرت بالإهانة الشديدة ...و انا إنسانة حساسة جداً و دمعتي قريبة جداً جداً جداً ... أتأثر و أبكي مع أقل موقف ...التقطت مفتاح السيارة ثم اعدت طلبي على الأستاذ أسامة ...-أرغب بالالتحاق بمجموعة أخرى ...- هل يمكنكِ أن تتفضلي الى مكتبي قليلاً لأستطيع فهم المشكلة ؟؟هززت رأسي موافقة ...و تبعته الى مكتبه ...لن تصدقوا حجم غرفة المكتب ...


انها متر و نصف في مترين تقريباً ... تحتوي على مكتب صغير و جهاز كمبيوتر حديث و الة طابعة و ثلاث كراسي فقط و ليست من النوع الفخم ...استغربت كيف أن هذا المسؤول الذي يبدو عليه الأناقة يجلس في هذا المكتب الصغير ... الحقيقة يا أخواتي هناك شيء كان يميز الأستاذ أسامة ... علامة نستطيع ان نميزها على كثيري الصلاة ... انها علامة السجود التي تظهر على الجبهة ... أنا أعرف أن وجود هذه العلامة لا يدل على التقوى و عدم وجودها ليس دليلاً ضعف الايمان ... و لكنها لفتت نظري ...طلب مني الجلوس و أشار على الكرسي بجانب الباب ...جلست و حاولت تهدئة أعصابي و لكن بدون فائدة ...سألني بثقة -ماذا حصل بالداخل؟اجبت مترددة -ليس أمراً مهماً!رد بصورة هادئة -الأمر الذي يجعلك تخرجين من القاعة بتوتر يعتبر مهماً و كبيراً ...اجبت فوراً -و لكني لا أنوي ذكره ما حصل انتهى و أنا لا ارغب بالحضور عند هذا المدرب مره أخرى ...سألني باهتمام - لماذا ماذا حصل؟


شرحت له الموقف و أخبرته أنني لا أستطيع تحمل تعليقاته و احراجه المتكرر لي في القاعة و أمام الآخرين ...هنا يا اخواتي اجتاحني احساس غريب بالحزن على نفسي و بدأت أبكي لا اعرف لماذا ... لم اتمالك دموعي ...أمسك أستاذ أسامة علبة المحارم الورقية من جانبه و مدها الي ... سحبت واحدة و مسحت دموعي ...تذكرت أن أي شكوى على المدرب ممكن ألا تكون بصالحه ... فالزبون شخص مهم جداً عن المعاهد التدريبية فقد دفع مبلغاً كبيراً من المال ليحصل على رخصة دولية واحدة ... و هذا شيء تراعيه المراكز ذات المكانة العالية و المعروفة بالبلدة ...-هل تريدين أن أدخل القاعة و احرجه أمام كل الموجودين هناك و أرد لكِ اعتبارك !!عندها خفت ... خفت من الله ... فأجبته بالنفي ...شرح لي أستاذ أسامة أن هذا المدرب معتمد و أن تغييره صعب ولا وجود لمجموعة أخرى بالوقت الحالي و أنني يجب أن أحاول مسايرة وضعي الحالي و سيقوم هو بما يلزم تجاه هذا المدرب ...


فتذكرت انني قد أسبب مشكلة له و ربما اندم عليها ... قلت بنفسي : يا الهي ماذا أنا فاعلة؟؟؟انهيت حواري مع هذا المسؤول و أنا أشعر بالخوف و التحدي بنفس الوقت !!!


خائفة مما سيكون و متحدية لنفسي لأنني سأكمل الدورة مع المدرب نفسه الذي قدمت شكوى عليه و تسببت له بمشكلة مع مديره ...-شكرا لك أستاذ أسامة ... يعطيك العافية ...


ان هذه الدورة عملية جداً و لكي يستفيد منها اي احد يتجنب ان يشارك في المناقشات التي تحدث فيها ..اما ادعاء الغباء أو عدم الفهم فلا أجده شيئاً مفيداً و ليس في صالحي!!


نكمل على بركة الله-شكرا لك أستاذ أسامة ...و خرجت حزينة أشعر بالانكسار ... لماذا؟لأنني بالرغم مما تعرضت له فسوف أبقى بنفس المجموعة ...دخلت بيتي لم يكن زوجي قد عاد من عمله و هو يتعرض لضغط العمل هذه الأيام فلا أراه الا نصف ساعة أو ربما أقل يومياً ...جلست على أول كنبة في غرفة المعيشة ... انتابني احساس حزين جداً ربما لأنني تهورت و ذهبت لأخبر المسؤول بما حصل أو ربما لأنني أحرجت أمام عدد من الناس ... لماذا هذا الحزن ..؟؟أين أنت يا زوجي عندما أحتاجك؟قد تستغربون و لكن زوجي هو صديقي الوحيد ... ليس أنني لا أملك علاقات اجتماعية أو صداقات و لكن زوجي هو الوحيد الي أفضفض له ... فأنا من النوع الكتوم و لا أتكلم كثيراً ... و مع مرور الوقت و بتشجيع منه صرت ابوح له بما يحزنني و ما يخيفني و ما اتمنى ... و أصبح يشاركني أفكاري كلها ...احتجت أن أتحدث معه لأخبره بما حدث ... فهو ككل الأزواج لا يحب أن أحزن أو أن أتعرض للإحراج أو أن يهنني احد مهما كان منصبه ... و لكنه مشغول جداً الآن و لن يستمع لي !!!في ذلك الوقت شعرت بالوحدة و الانكسار ... ذهبت فتوضأت و صليت المغرب و دعوت الله أن يسامحني و يغفر لي ... فبالتأكيد ما حدث اليوم هو بذنب ارتكبته و صرت اراجع نفسي ... ماذا فعلت ؟ من أغضبت ؟
يارب إن عظمت ذنوبي كثرة = فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن = فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا = فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالى إليك وسيلة إلا الرجاء = وجميل عفوك ثم أني مسلم
تضرعت الى الله و سألته ألا يجعلني سبباً لأذية أحد مسلم و حتى لو كان سبب حزني و انكساري ...خفت منه أن يعظم البلاء و يعظم العقاب و سألته أن يكتب لي الخير حيثما كان ...


في اليوم التالي ذهبت الى المعهد ... لاحظت سيدة الاستقبال تنظر الي تحاول أن تستشف مشاعري ... ابتسمت لها و تابعت طريقي ... دخلت القاعة و تذكرت الاهانة التي تعرضت لها بالأمس فابتلعت حرجي و كأن شيء لم يكن ...و بكل ثقة جلست بنفس مكاني ... دخل المدرب ... سلم على الجميع و بدأ العمل ...فماذا حصل هذا اليوم ؟؟تغير المدرب كثيراً معي و الحمد لله ... حاول أن يخفف من حدة الموقف الذي حدث بالأمس ... و شجع على المناقشات الهادفة و التي تثري العمل و تفيده ... شكرت الله و حمدت فضله أن هداني للتضرع اليه فلمن أشكو عند حزني و انكساري و وحدتي الا اليك يا ربي ... أعترف بفضلك و تكرمك علي ... و الحمد لله الذي هداني الى هذا و ماكنت لأهتدي لولا أن هداني الله ...


بعد عدة أيام طلب مني المدرب أن يحادثني بموضوع .. أغلق الباب علينا و كانت معنا زميلة في الفصل .. و أخذ يعتذر لي بشدة و أنه لم يقصد أبداً أن يجرحني أو يزعلني .. اعتذر اعتذر اعتذر حتى شعرت بالاحراج و تلونت باللونين الأحمر و الأصفر و قلت له بابتسامة (لابأس صار خير)












و علمتني ابنتي درساً




19-11-2008

كم نحتاج من الوقت لنتعلم أن الحياة لحظة؟! ... و أن كل الأمور بيده سبحانه ... و أننا لولا رحمته و لطفه لكنا من المعذبين و الأشقياء ... فحسبنا الله و نعم الوكيل ... تفضل علينا و تكرم بنعمة الأبناء و الصحة ... اللهم أدمها نعمة و احفظها من الزوال ...ابنتي الدلوعة "رهف" ... اسم على مسمى ... حساسة و مرهفة الى أبعد الحدود ... تتميز بشخصية مستقلة جداً ... لها رأيها و قناعتها ... تحب أن تسألني كثيراً و عادةً لا ترضى بإجابات مختصرة ... لانها لا تريد تنفيذ أي شيء بمجرد أن سمعته مني ... دائما تريد ان تقتنع ... قناعتها مهمة جداً ... تشبهني كثيراً ... كلماتها و حركاتها و تصرفاتها و ردود أفعالها ... حتى جلستها و مشيتها ... من يراها من أهلي و كان يعرفني في صغري يتذكر طفولتي فوراً ... عنادي و دلعي و غروري ... اعتدادي الشديد بنفسي ... و برأيي ... اتساع عيناها و نعومة شعرها ... بياض بشرتها ... مثلي تماماً ... رهف لم تبلغ عامها الثالث ... و لكنها منطلقة ... تتحدث و تلعب و تتحكم بالأطفال من هم في مثل عمرها ... سمعت من يقول عنها أنها "قوية" و لا تتنازل ... و لكني أدافع عنها و أقف دائماً بصف قراراتها و تصرفاتها ... أشعر أنها أكبر من عمرها الحقيقي ... و أصطحبها معي بكل مكان أذهب إليه فهي محببة جداً الى قلبي ... اليوم أراد الله أن يجعلها تعلمني درساً قاسياً ... نزلت رهف من سيارتي و ركضت مسرعة تقطع الشارع أمام بيتنا ... التفت اليها لم أجدها بجانبي ... نظرت بعيداً فوجدتها على الجانب الآخر من الشارع ... ناديتها بصوت عالٍ و طلبت منها أن تتوقف ... و لكنها أسرعت تركض نحوي ... و تزامن مع سرعتها سيارة قادمة من أقصى الشارع ... انهرت تماماً و أنا أرى المنظر ... صرخت و ناديتها أن توقفي و لكنها لم تسمعني و استمرت بالركض ... و الله لو أسرعت قليلاً لحدث ما لا تحمد عقباه ... و لكن الله أراد أن يرسل رحمته إلينا و يحميها و يحفظها ... و توقف الزمن ... مضت السيارة المسرعة في طريقها و ظهرت ابنتي من خلفها تركض نحوي ... تجمدت أطرافي و توقفت نبضات قلبي و نشف جريان الدم في عروقي فلم أستطع أن أتحرك ... أتت نحوي و أنا بوضع عصيب ... كنت بين الانهيار و الضعف ... و بسرعة أمسكتها من كتفيها الصغيرتين و صرت أصرخ بوجهها ... لماذا تركضين بالشارع؟ ألم أحذركِ من السيارات؟ لماذا لم تنتظريني؟ لماذا لم تمسكي يدي؟ صارت تبكي ... تظن أن أمها صارت تكرهها ... لا تعرف أن قلبي يحترق عليها ... و أنني أخاف عليها من الهواء الطائر ... و أنني كدت أفقدها لولا رحمة ربي بي ... أحمده كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه ... هو وحده يعلم أي مصيبة ستصيبني لو تضررت ابنتي لا سمح الله ... فسوف ألوم نفسي لآخر يوم بعمري ... تخيلت ماذا كان ممكن أن يحدث لولا لطفه سبحانه ... فقد تفضل علي بعفوه و كرمه ... بكيت لأنني تذكرت أن الحياة لحظة ... و أننا نحياها بلطف الله و ليس بقوة منا و لا بجبروتنا ... شعرت أن الله سبحانه أرسل لي رسالة ... يذكرني بأن الحياة ليست ملكي و ليست بيدي بل هي بأمره جلَّ في علاه ... و أن حركاتنا و همساتنا و ذهابنا و ايابنا ليس منا و إنما بقدرته سبحانه ... تأملت لطف الله و رحمته التي شملتنا في تلك اللحظة ... و كيف أنه أحسن إلينا ... حمدته بسري و بعلني و أعلم أني مهما حمدته و شكرت فضله فلن أوفيه حقه ... الحمد الله له الفضل كله ...الحمد لله المنعم المتكرم المتلطف ...الحمد لله ملء السماوات والأرض حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ...ومهما حمدت ربي وشكرته لا أوفيه حقاً جل جلاله وتقدست أسماؤه ...اللهم أنتَ الغني و نحن الفقراء ... فلا تلكنا لأنفسنا طرفة عين ...اللهم بارك لي في أبنائي ووفقهم وارزقني برهم ...اللهم احفظهم و احميهم و أبعد عنهم الأمراض و الأسقام و كل أذى يا رب العالمين ....اللهم أنت أرسلتهم لي أمانة فوفقني على حمل هذه الأمانة و تربيتهم التربية السليمة و الصالحة التي تحبها و ترضى عنها ...اللهم أرسل ملائكتك لحفظهم و رعايتهم و إن أراد أحد بهم السوء فأبعده يا رب بقدرتك فأنت تقدر ولا أقدر و أنت علام الغيوب ...


اللهم بلغني فيهم و اجعلهم قرة عين لي و لوالدهم ... و فرحني بهم و جمِّل مستقبلهم ... و ارزقهم خيري الدنيا و الآخرة ...يا رب ارزقني القدرة على تربيتهم التربية الحسنة و التي ترضى عنها يا رب العالمين ...



الاثنين، 28 سبتمبر 2009

حبيبي و كوب القهوة



4-2-2008

حبيبي و كوب القهوة




اليوم ... صنعت لنفسي كوباً ساخناً من القهوة مع الحليب الساخن لأدفيء جسمي من برودة الجو في الصباح الباكر ... حيث شعرت بدوار خفيف في راسي و ألم في المفاصل و توقعت أن البرد هو السبب و أن كوباً من القهوة الساخنة ممزوجة بالحليب الطازج سيعطيني مفعولاً سريعاً و أقوم نشيطة لأمارس أعمالي اليومية ... جلست على الأريكة الكبيرة ووضعت كوبي بجانبي ... فتحت جهازي المحمول و ليتني لم أفتحه ...


اتى ابني الذي لم يكمل عامه الأول يمشي على سيارته الخضراء الصغيرة و التي تطلق أصوات الحيوانات و بعض النغمات الموسيقية .... هو يعرف ان الكوب ساخن و لكن ارادة الله سبقت كل أمر ... و ليتني في هذه اللحظة لم أكن أطالع شاشة جهازي المحمول ... ليتني أحسست بقدومه و انتبهت له ... ليتني حملت الكوب من مكانه و وضعته بحجري بدلاً من أن يمسك طرفه بيده اليمنى فيسكبه كله على يده اليسرى ... الكوب ممتلىء و لم أشعر بما حدث الا بعد أن رأيته يصرخ فلقد أحرقت القهوة الساخنة يده ...

انتفضت من مكاني حملته و جريت به الى مغسلة المطبخ ... أخرجت ماءً مثلجاً و صرت أسكب على يديه و أرجله وسط صراخه ... و ألمه ... و دموعه ... و نبضات قلبي المتسارعة ... و شعوري المرهق بالذنب و الغضب من نفسي ... لم أعرف أين الألم تماماً و لكنني انتبهت أخيراً بأن هناك جلداً بدأ يظهر من يده اليسرى ما بيت كفه و كوعه الصغيرين ... عندها صرت ارتجف في مكاني ... و لكنني تماسكت و بسرعة أحضرت مقصاً ... قصصت البلوزة القطنية كحلية اللون التي كان يرتديها حبيبي ...

و بحذر كبير بدلت له ملابسه و اصطحبته الى المركز الصحي و كنت في الطريق أرتجف و لكنه حبيبي الصغير هاديء لا يصرخ ولا يتألم ... ينظر لي كأنه يريد أن يقول لي اهدئي يا أمي سنصل ان شاء الله ... لا عليكِ يا أمي ... أنا سأصبر على الألم فلا تقلقي ...

وصلت المركز و توقعت أنني فور وصولي سألاقي طاقم حالات الحروق الطارئة يتلقف طفلي و يطمئني أنه سيكون بخير ... و لكن لم يعيرني أحداً أي اهتمام و كانوا ينظرون لي و ليد ابني المحروقة كحالة عادية ... أذهب لقسم الأطفال يقولون لي اذهبي للطواريء ... أذهب للطواريء فيتعذرون أنهم لا يستطعيون معالجة هذه الحالة فلا يوجد ضمادات ... أنتم طواريء كيف لا تعالجون حالات الحروق ؟! ... عدت للاستقبال فلم يعيرني أحد انتباه ... يقولون لي اذهبي لقسم الرجال فهناك تجدين الطبيب المتخصص ... و كنت قد رجعت للتو من قسم الرجال لأني لم أجد أحداً ... الممرضات يتمشين في الممرات و ينظرون لي و لطفلي و ليده المحروقة و قد انتزع عنها الجلد و كأنه أمر طبيعي اعتيادي ... و لا حياة لمن تنادي ... و كأن الأمر لا يعنيهم ... حتى رفعت صوتي و أنا أتحدث مع احدى اللواتي يلبسن لباس التمريض ... فلم أتمالك أعصابي و لم أتمالك الصبر على هذا الإهمال المتعمد ... لم يكن هناك عذر فالمركز شبه خالٍ و لا توجد حالات كثيرة تتطلب العلاج ... كما أنه من أكبر المراكز الصحية و أحدثها و جميع الأجهزة و الأدوات الطبية متوفرة فيه و بكثرة ... فنحن ببلد خير و الحمد لله ... رفعت صوتي على مجموعة من "ملائكة الرحمة" كما يطلقون عليهم ... حتى أتت احداهن تبدو جديدة على المهنة ... أدخلتني و ابني غرفة تبديل الضمادات ... ربما خافت مني !! ... و نادت طبيباً و بعض الممرضات ... و بفضل من الله و قدرته ... دقائق قليلة حتى بدأ فريقاً متكاملاً من أربع ممرضات يتعاون لعلاج ابني و وضع الكريمات اللازمة و تضميد الحرق وسط صراخة و شعوره الحاد بالألم ... و الحمد لله على كل حال ...

عدت الى البيت و بدلت لبطلي الصغير ملابسه ... أعطيته مسكن للألم و صنعت له الحليب ... نام حبيبي بين يدي ... صرت أبكي و أعتذر منه لاهمالي ... و الآن أنظر له و هو نائم ... قبلته على جبينه بلطف حتى لا ايقظ غفوته و أزعج نومته فيكفيه ما جرى من اهمال امه ...

أكتب مذكرتي و أحمد الله أن خفف عنه الألم و حفظه مما هو أكبر و أعظم ... فالحمد لله على النعم ...

و سامحني يا حبيبي ...






عندما ضاع المفتاح مني




4-5-2009



عندما ضاع المفتاح مني ...





اليوم لم أستطع أتمالك أعصابي فما حدث معي كان غريباً بعض الشيء و ربما صادفته احداكن ...



استيقظت صباحاً و برغم النعاس الفظيع الذي كنت أعاني منه و لكنني فضلت ان ارتدي ملابس الرياضة و أذهب لصالة الجيم (الصالة الرياضية) لحضور درس ايروبكس و من ثم أذهب للتبضع و شراء بعض الاغراض الاستهلاكية للمنزل ...



و هذا ما حدث انتهيت من حصة التمارين و ارتديت عباءتي و شيلتي ثم ذهبت الى مجمع كبير للتسوق ... و كعادتنا نحن النساء عند التسوق ... ننسى أنفسنا هناك ... خصوصاً عندما نحضر أغراضاً لم يكن مخطط لها ... المهم انني انتهيت من شراء احتياجاتي و شعرت بالراحة ... ثم اشتريت مجلة أحبها و كنت جداً سعيدة لأن مواضيها هذه المرة مميزة و جديدة ...



خرجت من المجمع و أنا مشغولة أبحث في حقيبتي عن مفتاح سيارتي وقد اختفى ... وقفت مع عربتي التي تحمل حاجياتي بجانب احدى المواقف ... و انا ابحث و أقلب أغراضي داخل حقيبتي ... يا الهي أين المفتاح؟؟؟ ياربي ساعدني ... ذكرني به ... أين وضعته ... صرت ادعو الله و كلي أمل أن يظهر المفتاح هنا أو هناك ...



و أنا على هذا الحال حدث أمر غريـب عجيب ...



وقفت أمامي سيارة بيضاء اللون لم أنتبه ما نوعها ... يقودها شاب يرتدي الثوب و الغترة و هو زي البلاد الرسمي و بجانبه شاب بنفس مواصفاته ... لم أشأ ان انظر اليهما أكثر و لكن أحدهما كان يؤشر لي ... ظننت أنه يريد الموقف الذي اقف بجانبه ... فوضعت حقيبتي في العربة و أكملت طريقي متجهة نحو سيارتي ...



و لكن السيارة و بداخلها هاذان الرجلان بدأت تتبعني .................



لو كنتِ مكاني ... ماذا كنتِ ستفعلين ...؟؟

بصراحة خفت و صرت أسمع دقات قلبي تخرج من صدري مرتعبة، يا الهي ماذا يريدان مني؟



لا أريد أن ألتفت اليهما حتى لا يشعران بأهميتهما عندي، بقيت أدفع العربة و أمشي مسرعة باتجاه سيارتي،


و هما يتحركان باتجاهي بكل بطء و يراقباني،


صارت الأفكار تتضارب في عقلي، مفتاحي ضائع، كيف سأتمكن من فتح سيارتي، و صادف أنني كنت قد نسيت هاتفي المحمول في البيت، يعني لا هاتف و لا مفتاح ... و لكن الله معي ...


ماذا سأفعل لو حاولا الاقتراب أكثر؟؟ خائفة خائفة، صرت أفكر بحل، فربما لو علما أنني زوجة و ام سيبتعدان، ياربي انقذني،


أمشي و في عقلي ألف فكرة تتقاذف، استرجعت حركة يد الرجل التي أشار بها الي، تهيأ لي أنها كانت دعوة لي لأركب معهما السيارة، شهقت بداخلي و زاد خوفي و زادت سرعتي،


و لكنني كنت أظهر لهما عدم اكتراثي، و لم ألتفت خلفي، حتى اقتربت من سيارتي و هناك ظهر رجل أمن (سكيورتي)، ارتحت و استنشقت نفساً عميقاً، هدأت نبضات قلبي المتسارعة، و لم أعد أسمع صوت السيارة خلفي


اقتربت من سيارتي و نظرت خلفي فوجدتهما قد ابتعدا و سلكا طريقاً مختلف، الحمد لله...


أرجو الا تفهموني غلط فأنا و لله الفضل لبسي محتشم عباءتي واسعة و سادة (غير مزركشة ولا مزخرفة)، شيلتي بسيطة و لا تحتوي على ما يلفت، حتى أنني ارتدي الحذاء الرياضي، لا مكياج او اكسسوارات مغرية أو حتى نظارة شمسية تثير النظر، يعني شكلي و ملابسي لا تلفت الرجال و لا تجعلهم يراقبونني.


و أخيراً وصلت للسيارة، نظرت حولي فرأيت الرجل الهندي المسؤول عن جمع العربات يأتي ليأخذ العربة مني، هو يقترب و أنا أبحث من جديد عن المفتاح، كنت قد وضعته في الجيب الداخلي للحقيبة، تبين لي أن الجيب فيه فتحة صغيرة انزلق منها المفتاح و صار بين البطانة الداخلية و الجلد الخارجي للحقيبة


لا يهم، المهم أنني وجدته و أخرجته، فتحت الصندوق الخلفي و نقلت حاجياتي إليه، و من خوفي و سرعتي ركبت السيارة شغلتها و كنت سأنطلق لولا أنني سمعت صوت اغلاق الصندوق الخلفي، يغلقة الرجل الهندي، فقد نسيته مفتوحاً من كثر ارتباكي، انطلقت مسرعة، و تهيأ لي أن كل من في الشارع يفسحون لي الطريق، الجميع متعاطف معي