همسات من حياة امرأة مميزة

الأحد، 14 فبراير 2010

ألا يا الله بنظرة ...


في السنة الماضية عانيت من تقلبات صحية غريبة جداً لم يستطع الأطباء تشخيص حالتي بصورة جيدة ..

خضعت للعديد من الفحوصات و تحاليل الدم و صور الأشعة و اختبرت الكثير من الادوية و المضادات المختلفة عبثاً ..

فجميعها لم تجدي نفعاً

تقلبت بين العيادات و الاخصائيين و الأطباء .. و لم يستطع احد ان يشخص التغييرات التي حصلت معي

الا ان الله اراد اختبار قوة تحملي و صبري و زاد المي

حينما استيقظت صباح يوم الاحد 31-1-2010 لا أستطيع التحرك من سريري

قدماي متيبستان و ظهري متصلب و أعاني من ألم شديد أسفل الظهر يمتد لقدمي اليسرى

كنت أشد على أسناني حتى لا يسمع أحد صوت صراخي

لم أعرف كيف أتصرف و لدي ثلاثة من الأطفال تحت سن السادسة حولي ينتظرون مني ان انهض لأقوم بواجبي تجاههم

الجو بارد بل قارص البرودة صباحاً .. و لا يوجد احد في المنزل غيري

طلبت من ابنتي ان تحضر لي الهاتف حتى احادث شخصا يمكنه ان ياتي ليساعدني

اتصلت بعدد من الناس و لم اتلقى رداً

حتى من الله علي و استطعت الوصول الى زوجي و الذي يبعد مكان عمله عن المنزل بأكثر من ساعة و نصف

بعد عدة دقائق دق الباب و كانت زوجة اخ زوجي اتت بعد ان حادثها زوجها و طلب منها ان تاتي لمساعدتي

يااااه يا لهذا الموقف المحرج ..

شعرت بالحرج و صرت ابكي محاولة ان انهض من سريري و لكن الالم كان اقوى مني أقعدني فانهمرت دموعي

قالت لي لا عليكِ و أخذت اطفالي لتغير لهم ملابسهم و تدفء اجسادهم

هاتفت احدى اخواتي و طلبت منها ان تاتي لتأخذ اطفالي لأنني اعاني من الام شديدة فوق طاقة احتمالي

و هذا ما حصل

اتذكر انني لم استطع التحرك بذلك اليوم

انتظرت حتى اتي زوجي و اصطحبني لطواريء مشفى خاص قريب من منزلنا حيث تم حقني بمحلول الفولتارين الخاص بتسكين الالم

بعدها ذهبت لمنزل اهلي حيث يتواجد اطفالي و لكنني لم اكن اعي ماذا يحصل حولي

فالمسكنات التي تناولتها و حقنت بها ذلك اليوم أفقتدتني قدرتي على التركيز

نمت و لم اشعر بما يحدث حولي الا انني عندما استيقظت في اليوم التالي وجدت انني افقد الشعور بقدمي اليسرى

مع الم لا يمكن احتماله يمتد الى الفخذ و الساق

تناولت المسكنات بدون فائدة

الم شديد استمر لليوم التالي

فاخذني زوجي لطواريء المشفى الحكومي العام

و هناك تم حقني في الوريد بمادة المورفين المخدرة واعطائي ورقة تحويل الى طبيب عظام متخصص

عدت للمنزل و انا اترنح و غير قادرة على التوازن

و قد كانت قد فاتتني صلاة العصر و المغرب

اذكر انني لم اكن اعي ماذا يحصل تماماً الا انني لم اصلي

و هذا جل ما كان يشغل تفكيري ليس زيادة في صلاحي و انما خوفاً من خالقي أن يزيد عقابي

حينها ساعدتني أختي على الوضوء و الصلاة

مرت الايام و انا اعاني و اتألم تحت تأثير الابر و الحبوب المسكنة

حيث انني في يومين متتالين طلبت من والدي وهو طبيب حقني بابرة فولتارين مسكنة حتى أتمكن من النوم لأنني لم اعد قادرة على احتمال الألم الشديد و لم يغمض لي جفن بسببه

فدعوت ربي أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين
اغفر لي و ارحمني و ألحقني بالصالحين
اني تبت اليكِ يا ربي فاقبل توبتي و اغفر حوبتي
و أكثرت من الاستغفار و الدعاء و اللجوء الى الله

هكذا حتى أتى موعد الرنين المغناطيسي الذي سيكشف ماذا حل بأمري

عندها علمت أنني أعاني من انزلاق غضروفي في احدى الفقرات أسفل الظهر

و أنني ان لم يستجب جسمي للعلاج الطبيعي و المسكنات فقد احتاج لعملية جراحية نسبة نجاحها 95% يتم فيها ازالة هذا الغضروف الضاغط على الأعصاب

الحمد لله أنا حالياً استطعت أن أعود لأمشي مرة أخرى مع تجنب كل ما يمكن أن يجهد ظهري حتى لا يعود الألم من جديد

أتمنى منكم أن تدعوا لي بالشفاء العاجل بدون الخضوع للجراحة