همسات من حياة امرأة مميزة

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

تمرد أبجديات و احتضار قلم


يتلاشى من بين يدي و من خلفي
انه قلمي و فكري و خيالي الحر الذي كنت أفاخر به
انها كلماتي و نبضات قلبي و خلجات نفسي و شجون روحي
انه الأسلوب .. انها السلاسة .. انها العذوبة
التي كنت أتمتع بها و يا لها من متعة
انه القحط الذي بت أعاني منه

كلما أردت الارتجال أتراجع بحزن
لا أعرف السبب !
بعد أن كنت أتلذذ بكل حرف
و أتذوق الكلمات بنهم
و أصابعي تلتهم الأسطر تباعاً
و الأفكار تتجول بعقلي كيفما شائت

بعد أن كانت متعتي شاشة الكمبيوتر
و أناملي تداعب لوحة المفاتيح
تندفع الكلمات بقوة موجٍ ثائر
و تتزاحم الأفكار فتخنق عقلي

تذكرت اليوم الذي تسللت فيه من سريري منتصف ليلة لأكمل قصة كانت أفكارها تأجج و تتزاحم و تتخبط داخل عقلي
و تذكرت دموعي التي تساقطت وقت غروب الشمس و أنا أعيش لحظة حزن مع موقف البطلة و مأساة تعيشها في القصة
و تذكرت صباح يوم بارد عانيت من تجمد أصابعي على لوحة المفاتيح و لكنني لم أبالي لاندماجي بالأحداث

أحداث كثيرة و ذكريات لذيذة و مواقف ممتعة

عندما كانت العبارات تأسرني و الأفكار تلاحق عقلي
و تندفع بين أصابعي و على شاشة جهازي

عندما كانت اناملي ترسم صورة
لواقع ملموس
أو معاناة حقيقية
أو مستقبل مجهول
او تصف منظر بديع
أو موقف أليم
أو حادثة مخيفة

عندما كانت خيالاتي لا تعرف للحرية حدود
تنطلق لتداعب عنان السماء
ترتقي لتلتقي في الفضاء الواسع

عندما كانت عباراتي تستخلص أعذب الحديث
و تنتقي أجمل و أنقى الكلام
و تفصح عما بداخل نفسي باهتمام

أما الآن

فقد بت غير قادرة على الكتابة
صار قلمي يرتجف كلما هممت بالمقدمة
صرت أتوجع و أتألم عند كل كلمة
ينقبض قلبي و أشهر بالبرودة و الجفاف
و خيالي مقيد بسلاسل من حديد تحت وطأة جلاد شديد
و الفشل بات يتربص بي من كل جانب

انها حروفي التي كلما نسجتها تبعثرت
و كلما نسقتها تمردت
و كلما لممتها تشتت
و كلما وحدتها تفرقت

فيا قلمي ألن ترحم قلباً تعلق بك ؟
أم أنه كما يقال يوم لك و يوم عليك ؟
أم انها ملكة الفكر تخونني ؟
أم أن الخيال يهجر عقلي ؟
أم أن الزمان يهزمني ؟
أم أنه عقاب من الله بذنبي ؟
فاغفر لي خالقي و تول أمري
و ارحم رقة قلبي
و ضعف نبضي

فها هو فكري يعاني
و حبر قلمي يشكو الجفاف
و خيالي يتلاشى شيئاً فشيئاً
فهل من عودة ؟
أم أنه الفراق الصعب ؟
هل سنلتقي ؟
أم أنه الوداع الأخير ؟
هل من مجيب ؟

ليست هناك تعليقات: