همسات من حياة امرأة مميزة

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

أنصاف بشر


من نحن حتى نحدد كيف نتعامل مع مختلف أنواع البشر؟

و قد صدر تصريحاً واضحاً من أغلى و أفضل انسان (لافرق بين عربي على أعجمي الا بالتقوى و العمل الصالح)

إذاً لماذا نتكبر و نتجبر و نعامل بعض الجنسيات كأنهم من أصناف أخرى غير البشر أم أن بعضنا يظن انهم أنصاف بشر

عجبي على هذه الحياة و على ما يحدث فيها و كيف يتصرف بعض الناس مع الجنسيات الآسيوية الذين قطعوا بحاراً و جبالاً و اراضٍ واسعة للبحث عن لقمة العيش في مكان لا يعرفون عنه شيئاً

ان كنتِ عزيزتي قد اخترتِ أن تجلبي خادمة لبيتك فعامليها بما يرضي الله و لا تدعي شيئاً بنفسها

حدث موقف أمامي من يومين دعاني لاضافة هذه الكلمات

فنحن الآن في شهر الصوم و الخادمات المسلمات يصومون مثلنا تماماً

عجبت لأمر أسرة تضع سفرة كبيرة مختلفة و متنوعة و تحتوي على ما لذ و طاب من الأطباق و المقبلات و المأكولات الساخنة و الباردة

و لكنهم يتركون خدمهم دون اكل حتى اذا انتهوا هم يضعون القليل من الطعام للخادمات

الى الآن الأمر لم يضايقني لأنه لا يعنيني و لست صاحبة الشأن حتى اختارت احدى الخادمات أن تأكل من صنف معين ووضعت القليل في صحنها

تفاجأت بأن ربة البيت تصرخ بها و تطلب منها ان تمتثل لأوامرها (لماذا لا تسمعين الكلام؟ لماذا تختارين ما تريدن من الأكل؟)

و غيرها من الكلمات و الصراخ الموجه للخادمة لأنها اختارت ان تفطر على طبق مميز

فما كان من الخادمة المسكينة الا البكاء و القت ما تبقى من الطعام في سلة المهملات و هي تذرف دموعاً آلمتني و ليس بقدر ألمها

ساءني كثيراً ما حصل و من قلبي بكيت .. فلماذا؟

أليست لهذه المرأة الشرق آسيوية نفس تتمنى و تشتهي ان تتذوق القليل من الكثير؟

أليست انسانة محسوبة على المسلمات؟

على الأقل احتسبيها يا أختي صدقة و تصدقي بها على خادمتك فماذا ستخسرين؟

هل بلغ البخل ببعض الناس الى هذا الحد أم هو حب لفرض السيطرة على الأضعف؟

بالرغم من أن الموضوع بأكمله لا دخل لي به و لا يعنيني اصحابه و لكن هل تظنون أنني سكت..؟

لا لم أسكت فبطبيعتي لا أستطيع الا انصر المظلومين خصوصاً لو حصل الظلم أمام عيني

قلت لهذه المرأة: و لكنها انسانة صائمة طوال اليوم نفسها تشتهي و تطلب و تحب و تكره مثلنا تماماً!!

فأجابتني: هي مجرد خادمة لا تسوى شيء فلماذا تدافعين عنها؟!
.
نزف قلبي لسماع هذه الكلمات فآثرت السكوت و الابتعاد و لم يعد هناك مجالاً للمزيد من الحديث ..
.
عدت أدراجي حزينة لست أعرف ماذا أفعل .. فبعد ان استنكرت فعلها استنكرت هي علي موقفي ..
.
نحن نسمع الكثير عن قصص الخادمات فهذه تضع منوم لربة البيت حتى تبقى نائمة و تستولي الخادمة على البيت و الزوج و أخرى تضع طفلاً في الفريزر فتقلته و أخرى تضعه في الغسالة فتعصره و تقتله و ثانية تعذب طفل رضيع براسه او باعضائه الحساسة حتى يلاقي حتفه و أخرى تضع الدود في انف طفلة فتدمر دماغها و الكثير الكثير من القصص المؤلمة و التي يشيب لها الرأس و يتوقف عند قراءتها النبض

و لكن هلا تساءلنا ما سبب هذه التصرفات المشينة من جنسيات غريبة عنا .. في الحقيقة اغلبها يكون انعكاساً لتصرفاتنا نحن و انتقاماً من تعاملنا معهم .. لذلك فنحن المسؤولون و نحن من نسبب الأذى لأنفسنا ..

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إخوانكم خولكم (أي خدمكم) جعلهم الله تحت أيديكم، ولو شاء جعلكم تحت أيديهم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم من العمل ما لا يطيقون، فإن كلفتموهم فأعينوهم)

و هذه دعوة لنا من قدوتنا لأن نحسن التعامل معهم و الا نكلفهم فوق طاقتهم و ان نطعمهم افضل الطعام و نلبسهم مما نلبس

فمالنا نضع القوانين تظلمهم و لا تنصفهم؟

عزيزتي

خادمتك عوناً لكِ و لكنها ليست عبدة عندكِ

فأحسني لها يحسن الله اليكِ

و عامليها كما تحبين ان يعاملكِ الآخرون

أحبيها و علميها فأنتِ داعية الى الله معها

ضعي الله نصب عينيك

و تأكدي أن أجرك معها لن يضيع فكله محسوب و عداد حسناتك بازدياد

ارحميها فمن لا يَرحم لا يُرحم
رسالة: قلوبنا ساحات مقفرة ترتقب ساعات الهطول ... فمتى تحين؟

و كل عام و انتم الى الله أقرب





ليست هناك تعليقات: