همسات من حياة امرأة مميزة

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

عندما شعرت بالانكسار و الوحدة



12-11-2008

 

صباح الخير حبيباتي ...صار لي فترة طويلة لم أكتب لانشغالي بامور كثيرة و مختلفة ...


و بالامس تفجرت عواطفي تحت تأثيرات و ضغوضات خارجية ... ففتحت ملف ورد جديد و كتبت ... كتبت حتى ارتحت و هدأت ... و الحمد لله ...و لكن ما هذا الموقف الذي حركني ..؟


تابعوني لتعرفوا ماذا حصل لي ...و لكن حتى تفهمن موقفي يجب أن تعلمن أنني حالياً أقوم بتطوير نفسي و القيام ببعض الامتحانات الدولية الخاصة بالبرمجة و تطوير البرامج ... حتى أصبح محترفة و معتمدة عالمياً ... لذلك أنا أحتاج أن أكون مرخصة من معاهد متخصصة ... فصرت ألتحق بدورات تخدمني بهذا المجال ... و منذ شهر تقريباً التحقت بدورة خاصة و مدتها طويلة ... حمدت الله أن يسر الأمور لي بالرغم من صعوبتها ... و لكني كنت أشعر أن المدرب يحقد علي ... أنا يا أخواتي و لا أمدح بنفسي و لكني ذكية جداً و أملك قدرة عالية على الاستيعاب السريع خصوصاً لو تعلق الأمر بالبرمجة و التفكير المنطقي أو بأي شيء يخص جهاز الكمبيوتر ... فأنا أعشق كل ما هو تقني ... و هذه نعمة كبيرة من الله أحمده و أشكر فضله و أسأله دوامها ... آمين ...المدرب باختصار كرهني و كره عقلي المتفتح ربما لأنني كنت أسابقه بحل المشاكل حتى أنني كنت أكتشف أنني أفهمها أسرع منه ... و كان يستخف بأغلب أسئلتي بالرغم من دقتها ...


بالأمس تطور الأمر إلى التجريح و التطنيش أمام عدد لا بأس به من الناس ... فخرجت من قاعة التدريب و الذهول يلفني ... ماذا فعلت لهذا الرجل كي يعاملني هكذا؟؟ و هذه ليست المرة الأولى ... قال لي بالفم المليان : اذا لا تعجبكِ طريقتي يمكنكِ ان تشتكي للمسؤول !!


لملمت أغراضي البسيطة و حملت مفتاح سيارتي و خرجت و أنا أرتجف منه و من أسلوبه الفظ ...توجهت لتلك السيدة التي تجلس بقاعة الاستقبال و سألتها : من هو المسؤول هنا؟؟


نظرت لي بارتباك : و لماذا؟قلت : أريد تغيير مجموعتي !!ردت باستغراب و بنفس السؤال : و لماذا ؟؟عندها صرت ارتجف مرة اخرى ...ثم أشارت لشخص طويل أسمر يقف على الدرج الرخامي الفخم ... و قالت : إنه استاذ أسامة ..نظرت له ووجدته ينظر لي ... ثم أكمل حديثه مع شخص اخر ... قامت تلك السيدة و وقفت بجاني و قالت بصوت هادئ جداً و محترم للغاية و هي تشير الي : أستاذ أسامة ... !!!نزل أستاذ أسامة من الدرج و تقدم نحوي و هو يبتسم ... : ما الأمر ... أجدك خرجتِ من القاعة قبل الوقت ..؟؟نظرت إليه و زاد ارتجافي و حزني على نفسي و على الموقف الذي يلفني بهذا الوقت الكئيب ...سألته : هل هناك مجالاً لتغيير المجموعة ؟رد بابتسامة : لماذا ؟؟ ماذا حصل ؟؟؟ هل يمكن أن أعرف اسمك ...؟؟قلت له اسمي و من شدة ارتجافي سقط مفتاح السيارة من يدي ...انحنيت امامه و امام سيدة الاستقبال لاحضاره ... نظرت ليدي فلاحظت لونها الأصفر ... و شعرت بعدم قدرتي على تمالك اعصابي المرتجفة ...ستقولون و لكن لماذا كل هذا الارتجاف و الحزن ؟؟الحقيقة ان هذا المدرب احرجني بصورة غير لائقة و كأنني غريمته !!!و شعرت بالإهانة الشديدة ...و انا إنسانة حساسة جداً و دمعتي قريبة جداً جداً جداً ... أتأثر و أبكي مع أقل موقف ...التقطت مفتاح السيارة ثم اعدت طلبي على الأستاذ أسامة ...-أرغب بالالتحاق بمجموعة أخرى ...- هل يمكنكِ أن تتفضلي الى مكتبي قليلاً لأستطيع فهم المشكلة ؟؟هززت رأسي موافقة ...و تبعته الى مكتبه ...لن تصدقوا حجم غرفة المكتب ...


انها متر و نصف في مترين تقريباً ... تحتوي على مكتب صغير و جهاز كمبيوتر حديث و الة طابعة و ثلاث كراسي فقط و ليست من النوع الفخم ...استغربت كيف أن هذا المسؤول الذي يبدو عليه الأناقة يجلس في هذا المكتب الصغير ... الحقيقة يا أخواتي هناك شيء كان يميز الأستاذ أسامة ... علامة نستطيع ان نميزها على كثيري الصلاة ... انها علامة السجود التي تظهر على الجبهة ... أنا أعرف أن وجود هذه العلامة لا يدل على التقوى و عدم وجودها ليس دليلاً ضعف الايمان ... و لكنها لفتت نظري ...طلب مني الجلوس و أشار على الكرسي بجانب الباب ...جلست و حاولت تهدئة أعصابي و لكن بدون فائدة ...سألني بثقة -ماذا حصل بالداخل؟اجبت مترددة -ليس أمراً مهماً!رد بصورة هادئة -الأمر الذي يجعلك تخرجين من القاعة بتوتر يعتبر مهماً و كبيراً ...اجبت فوراً -و لكني لا أنوي ذكره ما حصل انتهى و أنا لا ارغب بالحضور عند هذا المدرب مره أخرى ...سألني باهتمام - لماذا ماذا حصل؟


شرحت له الموقف و أخبرته أنني لا أستطيع تحمل تعليقاته و احراجه المتكرر لي في القاعة و أمام الآخرين ...هنا يا اخواتي اجتاحني احساس غريب بالحزن على نفسي و بدأت أبكي لا اعرف لماذا ... لم اتمالك دموعي ...أمسك أستاذ أسامة علبة المحارم الورقية من جانبه و مدها الي ... سحبت واحدة و مسحت دموعي ...تذكرت أن أي شكوى على المدرب ممكن ألا تكون بصالحه ... فالزبون شخص مهم جداً عن المعاهد التدريبية فقد دفع مبلغاً كبيراً من المال ليحصل على رخصة دولية واحدة ... و هذا شيء تراعيه المراكز ذات المكانة العالية و المعروفة بالبلدة ...-هل تريدين أن أدخل القاعة و احرجه أمام كل الموجودين هناك و أرد لكِ اعتبارك !!عندها خفت ... خفت من الله ... فأجبته بالنفي ...شرح لي أستاذ أسامة أن هذا المدرب معتمد و أن تغييره صعب ولا وجود لمجموعة أخرى بالوقت الحالي و أنني يجب أن أحاول مسايرة وضعي الحالي و سيقوم هو بما يلزم تجاه هذا المدرب ...


فتذكرت انني قد أسبب مشكلة له و ربما اندم عليها ... قلت بنفسي : يا الهي ماذا أنا فاعلة؟؟؟انهيت حواري مع هذا المسؤول و أنا أشعر بالخوف و التحدي بنفس الوقت !!!


خائفة مما سيكون و متحدية لنفسي لأنني سأكمل الدورة مع المدرب نفسه الذي قدمت شكوى عليه و تسببت له بمشكلة مع مديره ...-شكرا لك أستاذ أسامة ... يعطيك العافية ...


ان هذه الدورة عملية جداً و لكي يستفيد منها اي احد يتجنب ان يشارك في المناقشات التي تحدث فيها ..اما ادعاء الغباء أو عدم الفهم فلا أجده شيئاً مفيداً و ليس في صالحي!!


نكمل على بركة الله-شكرا لك أستاذ أسامة ...و خرجت حزينة أشعر بالانكسار ... لماذا؟لأنني بالرغم مما تعرضت له فسوف أبقى بنفس المجموعة ...دخلت بيتي لم يكن زوجي قد عاد من عمله و هو يتعرض لضغط العمل هذه الأيام فلا أراه الا نصف ساعة أو ربما أقل يومياً ...جلست على أول كنبة في غرفة المعيشة ... انتابني احساس حزين جداً ربما لأنني تهورت و ذهبت لأخبر المسؤول بما حصل أو ربما لأنني أحرجت أمام عدد من الناس ... لماذا هذا الحزن ..؟؟أين أنت يا زوجي عندما أحتاجك؟قد تستغربون و لكن زوجي هو صديقي الوحيد ... ليس أنني لا أملك علاقات اجتماعية أو صداقات و لكن زوجي هو الوحيد الي أفضفض له ... فأنا من النوع الكتوم و لا أتكلم كثيراً ... و مع مرور الوقت و بتشجيع منه صرت ابوح له بما يحزنني و ما يخيفني و ما اتمنى ... و أصبح يشاركني أفكاري كلها ...احتجت أن أتحدث معه لأخبره بما حدث ... فهو ككل الأزواج لا يحب أن أحزن أو أن أتعرض للإحراج أو أن يهنني احد مهما كان منصبه ... و لكنه مشغول جداً الآن و لن يستمع لي !!!في ذلك الوقت شعرت بالوحدة و الانكسار ... ذهبت فتوضأت و صليت المغرب و دعوت الله أن يسامحني و يغفر لي ... فبالتأكيد ما حدث اليوم هو بذنب ارتكبته و صرت اراجع نفسي ... ماذا فعلت ؟ من أغضبت ؟
يارب إن عظمت ذنوبي كثرة = فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن = فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا = فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالى إليك وسيلة إلا الرجاء = وجميل عفوك ثم أني مسلم
تضرعت الى الله و سألته ألا يجعلني سبباً لأذية أحد مسلم و حتى لو كان سبب حزني و انكساري ...خفت منه أن يعظم البلاء و يعظم العقاب و سألته أن يكتب لي الخير حيثما كان ...


في اليوم التالي ذهبت الى المعهد ... لاحظت سيدة الاستقبال تنظر الي تحاول أن تستشف مشاعري ... ابتسمت لها و تابعت طريقي ... دخلت القاعة و تذكرت الاهانة التي تعرضت لها بالأمس فابتلعت حرجي و كأن شيء لم يكن ...و بكل ثقة جلست بنفس مكاني ... دخل المدرب ... سلم على الجميع و بدأ العمل ...فماذا حصل هذا اليوم ؟؟تغير المدرب كثيراً معي و الحمد لله ... حاول أن يخفف من حدة الموقف الذي حدث بالأمس ... و شجع على المناقشات الهادفة و التي تثري العمل و تفيده ... شكرت الله و حمدت فضله أن هداني للتضرع اليه فلمن أشكو عند حزني و انكساري و وحدتي الا اليك يا ربي ... أعترف بفضلك و تكرمك علي ... و الحمد لله الذي هداني الى هذا و ماكنت لأهتدي لولا أن هداني الله ...


بعد عدة أيام طلب مني المدرب أن يحادثني بموضوع .. أغلق الباب علينا و كانت معنا زميلة في الفصل .. و أخذ يعتذر لي بشدة و أنه لم يقصد أبداً أن يجرحني أو يزعلني .. اعتذر اعتذر اعتذر حتى شعرت بالاحراج و تلونت باللونين الأحمر و الأصفر و قلت له بابتسامة (لابأس صار خير)